مع تقدم التكنولوجيا الملحوظ في هذا العصر بدأنا نسمع عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإسلام، بالإضافة إلى أن الكثير من الأشخاص بدأوا في إدخال الذكاء الاصطناعي ودمجه مع منتجاتهم، ومن المتوقع مع حلول 2030 أن يواصل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته النمو عبر المؤسسات. فما هو حكم الذكاء الاصطناعي في الاسلام؟ وما أهم مجالاته؟
مجالات الذكاء الاصطناعي في الاسلام
بدأنا نجد أن الذكاء الاصطناعي وتحدياته تطرح نفسها على جميع الأديان، بعدما كان الظن الشائع أن الدين بعيدا تمام البعد عن هذا الموضوع، ولا يمكن لأي تطورات مهما كانت أن تقترب من قدسية الدين أو هيبته. حيث بدأ التساؤل يزداد هل يمكن أن تصلح الروبوتات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي أن تكون للإنسان هي منبع الطريق للهداية.
كما يرى البعض أنها من الممكن أن تقدم له الموعظة، أو تمنحه الفتوى الصحيحة في التشريع الإسلامي، ومن ناحية أخرى يرى البعض أن الدين جزء لا يتجزأ من تكوين الإنسان، ولا يمكن أن ينتزع حضوره من وجدان ومشاعر البشرية.
علما بأن ذكاء الاصطناعي جزء من المستقبل ولا يمكن أن يكون هناك تصور لوجود الإنسانية القادمة دون وجود الذكاء الاصطناعي، وقد بات يأخذ في التوسع في الكثير من المجالات ومنها المجال الديني.
في اليابان ابتكر المهندسون العاملون بمجال التكنولوجيا مجموعة من الروبوتات مثل مندار الموجود في معبد كيتو، وكانت مهمته هو تحفيز زوار المعبد بالتعليم البوذية وقد تم صنع هذا الكاهن من مادة الألمنيوم، مما جعل الكثير من المعابد الأخرى تتنافس في تقديم نسخ متطورة بشكل أكبر.
مع العلم أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام، أبرزها أن يكون خادما للدين الإسلامي من خلال وضع بعض الحوارات الأخلاقية بين الشعوب والحضارات، مما يروج للتصور الصحيح عن الإسلام.
أقرأ المزيد: أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي للعام 2024
ما موقف الاسلام من الذكاء الاصطناعي؟
أصبح الذكاء الاصطناعي في يومنا الحالي ليس واحدا من أفلام الخيال العلمي، بل بات حقيقة ملموسة نشهدها ونشهد تطورها يوما عن يوم، والجدير بالذكر أن البحث عن الذكاء الاصطناعي وأحكامه لم يعد أحد أنواع الترف.
أصبح هذا المجال واحدا من الحقائق الواقعة التي يتجه إلي العالم بشكل قوي، وفي السنوات القادمة سيكون هو الأساس الذي يبني عليه إقتصاد وميزانيات دول وحكومات كبيرة.
وعليه فإن الإسلام يحل ويبيح أو يحرم الأمور وفقا لما جاء في قواعد الشريعة، حيث يأتي المحرم أو المبيح بدليل من النصوص القرآنية، أو الأحاديث النبوية الشريفة على التحريم، وذلك من اليسر في الدين الإسلامي.
وينبغي على كل مثل مسلم فقه هذه القاعدة، وبالتالي يمكنه الاستغناء عن التساؤل في كل شيء مستحدث، لأنه سيكون على علم بأن هذا الشيء ليس محرما بذاته، وإنما الحرمة في أوجه الاستعمال لهذا الموضوع، تنطبق هذه القاعدة على جميع الأمور العامة ومنها الذكاء الاصطناعي.
هل التكلم مع الذكاء الاصطناعي حرام؟
مجال الذكاء الاصطناعي سواء كان في العمل أو الدراسة، لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع تفرد الخالق سبحانه وتعالى بالخلق، ولا يمكن أن يتم مضاهاة صفات الله سبحانه بشيء لأن الآلة لا تخرج عن كونها مجرد آلة.
حيث لا تتوفر في الآلات الصفات الموجودة في الكائنات الحية، ومن أبرزها أن يكون بها روح، لأن الروح وحدها من أمر الله تعالى، لذلك فلا يوجد حرج في التكلم مع الذكاء الاصطناعي لأنه لا يشبه البشر. ولا يمكن أن نقول عن الشيء حرام لمجرد القول حرام بل تنطبق فكرة الحل أو الإباحة، من خلال استعمال هذه الآلة.
أقرأ المزيد: الذكاء الاصطناعي المملكة صوفيا أول روبوت عربي
هل الذكاء الاصطناعي حرام؟
من المفترض أن يحل الإنسان الآلي بدلا عن الإنسان البشري في العديد من الوظائف الموجودة في الحياة، إذا أنا الروبوتات والأجهزة الإلكترونية الحديثة، يكون لها القدرة على تنفيذ الكثير من المهام بدلا من الإنسان.
ولهذا نجد أنه من المفترض انتشار البطالة في الكثير من المجتمعات، نتيجة الاستغناء عن الإنسان في العديد من التخصصات واستبداله بالكائنات الآلية الحديثة.
إلا أن الفتوى الفقهية في الإسلام، أجابت عن هذا الاعتقاد بأن الإنسان لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، ولا يمكن أن يتمكن روبوت أو آلة حديدية، من القيام بجميع المهام التي يقوم بها الإنسان.
كما أشارت الفتوى بأن هذا العلم يسير في مساره، ولن يمكن إيقافه وفي موضوع إن كان حلال أم حرام، فلا يمكن الفصل في ذلك بالحرمانية، لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستكون مشروعة بحيث توفر على الإنسان الكثير من المهام التي يمكن القيام بها. وبالتالي فلا حرج من استخدام الذكاء الاصطناعي في أي مجال من المجالات البشرية التي يمكن العمل بها.
أقرأ المزيد: تطور الذكاء الاصطناعي في الإمارات وأهم مسابقاته
أهمية الذكاء الاصطناعي في العمل الدعوي
كل حقبة زمنية لها امتياز باختراع ما أو اكتشاف، مما يساهم بشكل كبير في تغيير يميز هذه الحقبة عن غيرها، كما ينقلها إلى المستقبل سريعا، ويفتح لها الكثير من الأفاق لم يسبق التفكير بها من قبل العلماء.
والذكاء الاصطناعي هو من مستحدثات الثورة التكنولوجية الرابعة، والتي بالفعل غيرت المسار البشري بأكمله، بل كانت خطوة قوية نحو طريق التطور البشري إلى أعلى مستوياته.
قد تمكن الذكاء الاصطناعي من اختراق الكثير من المجالات المعاصرة لنا اليوم، ومنها التطبيقات الإلكترونية التي تنفذ المهام بصورة سريعة وآلية، مرورا بأجهزة الحواسيب التي تعمل بنظام حفظ الملفات وإدخال البيانات وصولا إلى الروبوت أحد ثورات بالذكاء الاصطناعي.
ومع التوسع في دائرة مجالات الذكاء الاصطناعي وأعماله، من الممكن أن يتم توظيفه في العمل الدعوي، حيث أن الدعوة لها شأن كبير في صلاح الدنيا والآخرة، وهذا يجعل الداعي ملزما بأن يكون حريص على الإعداد الجيد لدعوته إلى الله سبحانه وتعالى.
ولأن الدعوة جزء من منظومة الإسلام على مر الزمان، كان لابد لها من أن تتطور وتواكب التقدم الحديث في التقنيات ووسائلها واستراتيجياتها، حيث يتم العمل بذلك تبعا لرؤية متكاملة وواضحة، بعيدا عن العشوائية والارتجال.
كما ينبغي توظيف التقنيات الحديثة في العمل الدعوي، من أجل اجتهاد الدعاة وتنمية مهاراتهم وزيادة العلم الذي يسعون إلى تحصيله، وبالتالي يكون الداعي متطورا، حتى يمتلك وسيلة لجذب المدعو والتأثير فيها.
علما بأن الإسلام أتاح المساحة الكبيرة للابتكار، طالما أنه لم يتجاوز القواعد والضوابط التي يسير عليها الدين الإسلامي، فلا تفريط ولا إفراط، كما ينبغي أن يحمي الذكاء الاصطناعي الدعاة من المخاطر، ويحافظ على الوقت والجهد في الوصول إلى مختلف أنحاء العالم، والتواصل بجميع اللغات.
أقرأ المزيد: تطور الذكاء الاصطناعي في الإمارات وأهم مسابقاته
حكم الذكاء الاصطناعي في الإسلام
الذكاء الاصطناعي لا يتعارض مع تعليم الدين في أي من تطبيقاته، ولا حرج من استخدام صورة أو مقطع فيديو توجد على الإنترنت، ولا يتعلق بها التحريم طالما أنها موجودة على الجهاز، أو داخل الكاميرا، ولم يتم إخراجها على شيء ثابت مثل الجدار أو الورق.
كما أنه من الممكن أن يتم تطويع الذكاء الاصطناعي في خدمة الدين الإسلامي، بأي شكل من الأشكال من خلال دعم التكنولوجيا لخدمة قضايا الدين المتنوعة.
أقرأ المزيد: الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة
وفي الختام نكون قد تحدثنا حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإسلام، والتي تتنوع وتدخل في العديد من المجالات التوعوية والخدمية، وأيضا العلمية حيث بات الذكاء الاصطناعي لا غنى عنه في أيامنا هذه.