بدأت بعض الدول حول العالم في دراسة استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء للاستفادة منه في تحقيق العدالة العالمية، عبر القيام بتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من التقدم التكنولوجي حول العالم للمساعدة في تعزيز الاستخدام الأخلاقي بهذه التطورات.
كما يحتوي القانون على العديد من الخوارزميات المشابهة لنظم الذكاء الاصطناعي التي تعمل على برامج الكمبيوتر المختلفة، وبسبب هذا التشابه يتبادر الى ذهن الكثيرين هل يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير الانظمة القضائية حول العالم؟ لذا يناقش هذا المقال طرق الاستفادة من استخدامات الذكاء الاصطناعي داخل إدارة المحكمة.
الذكاء الاصطناعي في القضاء
بدأت الدراسات حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي في القضاء ومدى إمكانية الاستفادة منه في الأحكام القضائية وتأثيره على أحكام القاضي والمحامين، والتي أشارت إلى وجود رد فعل قوي من قبل الذكاء الاصطناعي في حال استخدامه في تطوير النظام القضائي.
وهناك الكثير من الأسباب التي تؤيد القيام باستخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء بجعله صاحب دور فعال داخل النظام القضائي، وأهم هذه الأسباب ما يلي:
- القضاء الحالي حول العالم يسيطر عليه المساعدين والباحثين القانونيين عبر البحث والاستكشاف وتفسير المعلومات مما يؤدي إلى زيادة أسعار المحامين.
- استخدام الذكاء الاصطناعي داخل القضاء وفي القضايا ومكاتب المحاميين والمدعين يساعد في سرعة البحث عن النتيجة وتخفيف الأعباء على النظام القضائي وبالتالي تخفيض أتعاب المحامين.
- النظم القضائية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي يتم استخدامها في كافة الأعمال المتعلقة بطرق البحث أو حساب الفواتير أو غيرها من المهام التي يمكن إنجازها باستخدام الذكاء الاصطناعي داخل مجال المحاماة أو المحاكم.
- المتوقع أن الكثير من الوظائف القانونية سوف تختفي ويحل بدلًا منها استخدام المساعد القانوني بالذكاء الاصطناعي، لذلك يطرح تساؤل هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي بديلًا للقاضي أو المحامي؟
أقرأ المزيد: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحكومات
الذكاء الاصطناعي وسيادة القانون
بدأت الكثير من الهيئات القضائية أو دوائر الادعاء وغيرها من الهيئات التابعة لنظام القضاء البحث في استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء للمساعدة على تطوير الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
وتفيد التقارير من كافة أنحاء العالم أن الذكاء الاصطناعي يسيطر بقوة كبيرة على النظام القضائي ولكن بطريقة متخفية، ويساعد على تحقيق العدالة في الكثير من القضايا الجنائية عبر استخدامه كمساعد رئيسي في مجال التحقيق والتعرف على العمليات.
كما أنه متمكن من اتخاذ القرار الصحيح داخل الكثير من النظم القضائية في كافة أنحاء دول العالم، ولذلك يطرح الكثيرون التساؤل عن إمكانية تأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الإنسان وسيادة القانون.
ويتم طرح هذه الأفكار في نقاشات سريعة تدور ما بين أصحاب المصلحة داخل النظام القضائي، وعلى بعض الدورات التدريبية الموجودة على شبكة الإنترنت التابعة لليونسكو، والتي وفرت دورة تعليمية خاصة بها على الإنترنت تساعد في فهم مفهوم الذكاء الاصطناعي في القضاء.
والتعرف على مدى هيكلة هذا الموضوع وإمكانية تحقيقه وتوفير دور فعال للذكاء الاصطناعي داخل المحاكم واستكشاف إمكانية استخدامه داخل منظمة العفو الدولية ودوائر الادعاء وغيرها من الهيئات التابعة للهيئة القضائية الكبرى في كافة أنحاء العالم.
أقرأ المزيد: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الاستخبارات العسكرية
الذكاء الاصطناعي وتطوره في المحاكم
شهد الذكاء الاصطناعي في القضاء وأنظمة الدخول في كثير من المتاهات منذ بداية طرح هذا الموضوع، ويمكن التعرف على أهم خطوات اثبات الذكاء الاصطناعي كمساعد رئيسي داخل المحاكم عبر هذه النقاط:
- استمرت الحروب التي تدور ما بين تطورات التكنولوجيا والمعلومات والذكاء الاصطناعي وبين رفض تشغيلها داخل المحاكم والاستفادة منها في مكاتب المدعين ومكاتب المحامين لأكثر من ثلاثة عقود.
- بدأ الكثير من الأشخاص في التعامل معها على اعتبارها أمر واقع يساعد في إنجاز الكثير من القضايا وتوفير العديد من برامج وخوارزميات البرمجيات التي تساعد على تنفيذ العديد من الإجراءات القضائية بدقة أكبر وتساعد في ترتيب الأحداث وتحديد الأيام وغيرها من الأعمال.
- تقوم برامج الذكاء الاصطناعي بالعديد من الوظائف دون الحاجة إلى توفير عامل بشري، ويتم استخدام الكثير من التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للعمل على الكثير من الأمور المتعلقة بالمحكمة والقضاء وعمل المحامين والادعاء العام.
- الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحديد المتهم والتعرف عليه من خلال بعض الإصلاحات والتطويرات التي يتم إضافتها إليه بشكل مستمر للمساعدة على تطويره والاستفادة منه بأفضل شكل ممكن.
- وفي النهاية أصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للكثير من المهام المعتمدة عليه “مثل معالجة البيانات، وتحديد مواعيد الجلسات، والتعرف على الكثير من خوارزميات الجرائم التي تتم” أمرًا لا بد من الاعتراف به.
أقرأ المزيد: لماذا نستخدم الذكاء الاصطناعي في التعليم ؟
الذكاء الاصطناعي في ميدان القانون والقضاء
يطرح التساؤل حول إمكانية دمج الذكاء الاصطناعي في القضاء والتعايش معه على اعتباره من الأمور الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها بشكل رسمي أو غير رسمي داخل الكثير من محاور الحياة.
ولذلك يبحث الكثير عن التعرف عن مدى إمكانية العمل بالذكاء الاصطناعي في النظام القضائي واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق العدالة العالمية وطريقة التعامل معه من أجل الوصول إلى التفكير والتصرف الصحيح والعقلانية واستخدام العاطفة الإنسانية في الأحكام.
ويوجد العديد من المسببات التي تجعل الكثير من المهتمين بهذا الموضوع حول العالم يرفضون استبدال القاضي البشري بقاضي من النظام الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، حيث أن الكثير من المسببات تجعله غير متكامل الموازين مما يجعله في مكان غير مناسب له.
ويتم النظر الى قضاة الذكاء الاصطناعي باعتبارهم غير قادرين على إصدار الحكم القانوني بشكل شفاف، بل سوف يتعارض ذلك مع الكثير من القوانين الدولية الخاصة بحماية الإنسان والحفاظ على البشرية وغيرها من الأمور التي قد يتسبب الذكاء الاصطناعي في تدميرها.
أقرأ المزيد: أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي للعام 2024
إيجابيات وسلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي داخل دور القضاء
يوجد الكثير من الإيجابيات والسلبيات التي سوف تنتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء ويمكن إدراك بعض السلبيات والإيجابيات في السطور القادمة:
السلبيات الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي داخل دور المحاكم هي كالتالي:
- لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التفرقة ما بين مصداقية الشهود عند قيامهم بالإدلاء بإفادتهم مما يجعله غير مكمل للجهد الإنساني في العملية القضائية.
- كذلك فإن الذكاء الاصطناعي يكون عاجز عن تحليل دقيق لكافة الأدلة التي يتم تقديمها في الجرائم، والتي يمكن من خلالها إثبات الواقعة أو نفيها بين المتنازعين باستخدام الأدلة المكتوبة أو الأدلة المسجلة أو الأدلة المصورة.
- كما أن الذكاء الاصطناعي يكون غير قادر على الموازنة بين الأدلة التي تم تقديمها من قبل الدفاع والأدلة التي تم تقديمها من قبل الادعاء ولا يستطيع الترجيح بينهما.
إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي فيه دور المحاكم:
- يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء على إمكانية أرشفت كافة الأحداث التي تدور في المحكمة منذ بداية رفع الدعوة حتى إصدار الحكم.
- كما أن الذكاء الاصطناعي في القضاء يكون مساعد على تقديم بعض النصائح للقضاة من خلال منع تكفيل المتهمين داخل جرائم معينة، وقد وصلت نسبة صحة هذه النصائح إلى 48% من الحالات.
- يساعد الذكاء الاصطناعي على الحصول على إحصائيات دقيقة لكافة القضايا المماثلة للدعوى المرفوعة أمام القاضي والتي يمكن الاستناد إليها لإثبات الحكم.
- وكذلك فإن الذكاء الاصطناعي في القضاء يساعد على أرشفت كافة التعاملات ما بين المحامي ووكلائه والجهات القضائية والجهات الإدارية التي يتم التعامل معها وحفظها وحفظ نسخ صادرة عنها.
- يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في دور المحاكم الى انجاز المهام بشكل أكثر دقة وبإنجاز أسرع وبجودة مرتفعة، من خلال الاستفادة من تسجيل كافة بيانات المحاكمات والمتهمين والمحامين وحيثيات الحكم على الأجهزة الالكترونية للمساعدة على الوصول اليها بشكل أسرع وأكثر تنظيمًا.
أقرأ المزيد: مستقبل الذكاء الاصطناعي AI على أهم تطبيقاته
وبذلك نكون قد انتهينا من التعرف على إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء ومدى تأثر الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي داخل دور المحاكم، لكن هل ينجح الذكاء الاصطناعي داخل محاكم القضاء على السير في خطى متوازنة للسيطرة على المحاكم البشرية في وقت قريب؟ وفي حالة سيطرة الذكاء الاصطناعي على المحاكم هل تتفوق الإيجابيات على السلبيات؟ ويمكن التعرف على المزيد من أخبار هذا المجال من خلال الاطلاع على عدد من مقالات الموقع المستكملة لذات الموضوع.